لقد غرس الشيخ سليمان بن عبد العزيز الراجحي – حفظه الله – وقفًا لا يُقاس بعظم الأصول وحجم الأثر فحسب، بل يُقاس بما حمله من قيم سامية، شكّلت ملامح هذا الكيان وجعلته رائدًا في عالم الأوقاف. فقد كانت الأمانة حجر الأساس، والمسؤولية المجتمعية منهجًا، والاحترافية أسلوب عمل، والابتكار روحًا تسري في جنباته، بينما ظلت ريادة الأعمال نافذتنا إلى المستقبل.

قيم الوقف لم تكن شعارات تنظيرية، بل تجليات حيّة في فكر الواقف وسلوكه، وفي تفاصيل كل مشروع وكل شراكة وكل أثر يُسجل باسم الوقف. ونحن في الأمانة العامة نستعين بالله، ونسترشد بهذه القيم في كل ما نقوم به، إيمانًا بأن بناء الأثر يبدأ ببناء المعنى، وأن الوفاء لرسالة الواقف لا يكون إلا بالثبات على المبادئ التي آمن بها وسار عليها.

في وقف سليمان الراجحي، لا نكتفي ببث الخير، بل نعيد هندسته ليصنع تنمية، ويحقق كرامة، ويعظم أثراً وأجراً، ويزرع فرصًا تعود بالنفع على الإنسان والمجتمع. ونواصل اليوم العمل بكل تفانٍ، وفاءً لعهد قطعه الواقف على نفسه: أن يكون هذا الوقف صدقة جارية تُسهم في صناعة مستقبل أجمل، وأمة أقوى، وحياة أطيب.

نسأل الله أن يبارك في هذا الوقف ويتقبله، وأن يجزي الواقف خير الجزاء وأوفاه، وأن يعيننا على حمل هذه الأمانة بما يرضيه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

المهندس/ عمر بن عبدالرحمن الحسين

الأمين العام